الثلاثاء، 8 يناير 2013



أثر استخدام الوسائط المتعددة في التعلم عن بعد :-
كيف أثر استخدام الوسائل المتعددة في التربية عن بعد في كل من الطلاب و المعلمين ؟
      إذ أن التكنولوجيا مستمرة في التطور تُظهر البحوث الآثار الايجابية و السلبية لها (Sheybani et al 2004) قد تكون الفوائد كبيرة ففي دراسة يعالج الطلاب المعلومات بطرق مختلفة تبين أن النظام متعدد الحواس أكثر فعالية في جعل المعلومات في متناول عدد أكبر من المتعلمين (Heinich et al 1996) . في بعض الأحيان فإن الطلاب ذوي صعوبات التعلم الذين يستخدمون الوسائط المتعددة يحققون تحسناً أكبر في التعلم في بيئة الوسائط المتعددة مقارنة باستخدام المواد القائمة على النص فقط .(MC farland, 1996 ) في حالة المواد الدراسية القائمة على النصوص غير التفاعلية فإنه يمكن تقديمها بطرق أكثر تأثيراً و تفاعلية باستخدام تقنيات و أدوات الوسائط السمعية و البصرية فذلك ربما يساعد الطلاب على التعلم أسرع .
Sheybani et al  أجروا بحوث يقوم فيها الطلاب بالاختبار بمواد تعليمية هندسية تفاعلت بنفس مقدار التفاعل مع المواد التقليدية أو مواد الخطو الذاتي
     فائدة أخرى لاستخدام الوسائط المتعددة أنها تزود الطلاب بخيارات أخرى عديدة حول الطريقة التي يختارون بها للتعلم Sheybani et al 2004
     الوسائط المتعددة يمكن أيضاً تطبيقها بطريقة منتظمة منهجية و تكرار استخدامها و سهولة و سرعة تغيرها حسب الحاجة (Tiene , 2002) هذا من شأنه التوفير عند إعادة تطوير المواد التعليمية المستخدمة عبر الانترنت (Blake et al , 2003) بناء على Tiene فإن تطبيق الوسائط المتعددة يسمح للطلاب أن يروا كيف تعمل بعض الأشياء خاصة من خلال الرسوم المتحركة . من خلال الأداء الوظيفي التفاعلي يمكن للطلاب إعطاء التغذية الراجعة و يمكنهم المتابعة بسرعاتهم الخاصة و يعملون بمستويات مناسبة لهم . الصوت مفيد خاصة عند تطبيق تعلم اللغة أو الموسيقى
     أجرت Wright 2004 مقرر (الحاسبات في التطبيقات الموسيقية) بجامعة تمبل و وجدت المشروع يستغرق وقتاً طويلاً و مجزياً . هذا المقرر عبر الانترنت منح الطلاب مرونة أكثر لتلائم الفصل في الجداول الزمنية للمطالب الأكاديمية .
     و هي أيضاً توفر في تكاليف الكتب النصية . فكرت وايت في تدريس المعلومات المفاهيمية و ليس في طريقة التوصيل التي كانت من الأهمية بمكان و وجدت أن المقرر يمكن تدريسه على قدم المساواة – رغم اختلاف الطريقة – في الفصول التقليدية أو عبر الانترنت
     استخدام الوسائط المتعددة يمكن أن تحسن خبرة استخدام الانترنت و تحسن القدرة على التعلم و الاحتفاظ بالمعلومات (Sheybani et al 2004)
     بعض الدراسات التي أجريت حديثاً اختبرت الاحتفاظ بالمعلومات و العوامل المؤثرة في ذلك  ؟
المزج بين الصور و الكلمات له تأثير على تحسين التعلم (Mayer,2003) ، أوضحت بعض الدراسات أن اعتماداً على مبادئ التصميم الجيد فإن الطلاب يمكنهم تحسين أداء الاختبار و تحسين نقل التعلم إذا تعرضوا لمحتوى وسائط متعددة . Mayer ركز على التجارب التي اختبرت النظريات المعرفية للتعلم بالوسائط المتعددة من خلال وسائط مختلفة . فهو اختبر استخدام الكلمات المطبوعة و المنطوقة و الصور الثابتة أو المتحركة من أجل زيادة التعلم . الطلاب يكلفوا بتطبيق المعلومات التي درسوها لحل مشكلات في مواقف جديدة فقد اكتشف وجود فرضية مزدوجة المسار (Mayer,2003) حيث أن الناس يعالجون المعلومات من خلال قناتين ، القناة الأولى و هي البصرية أما القناة الأخرى التي تعالج الكلام فهي القناة السمعية أو اللفظية .
     من خلال مجموعة الدراسات في fixing and functioning pump المجموعات التي نظرت إلى كلا من الكلمات و الصور حلت اختبارات عن قدراتهم على نقل التعلم و وجدت حلولا أكثر إبداعا بمتوسط 79% (Mayer ,2003) يستخلص من ذلك وجود تأثير وسائط متعددة باستخدام كلاً من الكتب و أجهزة الكمبيوتر يستطيع الطلاب دمج المواد المتعلمة في الذاكرة طويلة المدى بسبب وجود قناتين لمعالجة المعلومات ، يقول Mayer أيضاً أن المصممين التعليميين يتفقون على أنه من المهم البحث عن آثار الوسائط المختلفة في التعلم من خلال الوسائط . استخدام وسائط الانترنت تمكن من بعض الطرق الإضافية مثل التفاعل الذي لا يتاح بأي طريقة أخرى .
     و في دراسة أخرى Lowe, 2003 تناقش استخدام الرسوم المتحركة في المواد التعليمية و إذا كانت هذه الرسوم مفيدة في تحقيق النتائج التعليمية المرجوة . يقول Lowe الاعتقاد بأن الرسومات التفاعلية أكثر إيجابية للتعلم من عناصر الرسوم غير الديناميكية مبني على أن "يزيد قليلا عن الحدس (البديهة)"  . انه أجرى تجارب تختبر استخدام التغير الزمني في خرائط الطقس و قد وجد أن التعقيد في المعلومات التي قدمت في بعض الرسوم المتحركة قد يكون له اثر سلبي على التعلم و قد خلص إلى أن الرسوم المتحركة لا تكون بالضرورة أفضل من المعلومات الثابتة بل قد تسبب زيادة تحميل على الإدراك (lowe,2003) ، بعض عناصر التفاعل في الخرائط جذبت الاهتمام أكثر من غيرها بسبب التباين الديناميكي مع المناطق المحيطة بها ، هذه هي العناصر التي سوف يتم الاحتفاظ بها في الذاكرة . يقر Lowe أن هذه الدراسة قد تكون محدودة في التطبيق و استنتاجاتها قد لا تستخدم لبناء نموذج و إن كان هذا العمل يشير إلى ضرورة العناية بالتصميم التعليمي و الوسائط المتعددة ، فاستخدام مهارات التصميم الفعال و المناطق المستهدفة للنعم هي العناصر التي يُحتفظ بها في الذاكرة
     استخدام الوسائط المتعددة في التعلم عن بعد عبر الانترنت يسهم في خلق بيئة تعلم متمركز حول الطالب (Hooper et al ,2002) . التعلم الموجه بالكمبيوتر اعتمد على مفهوم التدريب و المران في 1960 و 1970 ، هناك اتجاه آخر يبتعد عن السلوكية متجهاً أكثر نحو نظريات التعلم البنائية يضع مزيد من الاهتمام على خبرة الطالب و بيئات التعلم حيث لدى الطلاب المصادر لتحقيق أهدافهم التعليمية يشمل ذلك مستندات و مصادر الوسائط المتعددة التفاعلية
     شكل الوسائط المتعددة يتيح للطلاب الفرصة ليكونوا أكثر نشاطاً في عملية التعلم (Richards , Dooley& Lindner,2004) في أحد النماذج (Falk,Carlson,1995) فإن التفاعل الذي يرتبط بالاستجابات التي تبين ما إذا كان المشاركين سلبيين أم ينخرطون بنشاط في العمل . في النوع الأول للتفاعل يشارك باستجابات لمعلومات الأسئلة فقط و في النوع الثاني للتفاعل فإن المتعلمون لديهم خيارات أكثر حول المعلومات التي يتعلمونها و كيف يتعلمونها و بذلك يكون أكثر انخراطاً و نشاطاً في التعلم .
     Falk et al في نظرية أخرى يوجد ثلاث أنواع للتفاعل في التعلم :-
1.  reactive (تفاعلي/رد الفعل) حيث يتفاعل المتعلم من خلال الرد على فعل ما ليتعلم المواد التعليمية
2. Proactive استباقي حيث ربما يبني المتعلم التعلم من الخبرات
3. interactive متفاعل حيث يتفاعل المتعلم مع المعلومات الجديدة على الكمبيوتر
     الوسائط المتعددة يمكنها عرض استخدام خيارات متعددة من الممكن أن تكون أفضل لنموذج تعلم أكثر تفاعلية ، الوسائط المتعددة أيضاً يمكن أن استخدامها عن طريق مجموعات من الناس لتسهيل الأنشطة
Falk et al اقروا بأن التطبيق الناجح للوسائط المتعددة يتضمن التفاعل الذي يزيد من مشاركة المتعلم ، يظل تصميم المقرر الدراسي مهم جداً و لابد من بناءه ليسمح بهذا النوع من التفاعل في المقرر الدراسي (Richard et al , 2004) فبعض الطلاب ربما يشعرون بعدم وجود تفاعل كاف مع المعلم خلال المقرر الدراسي (Blake et al , 2003) لقطات الفيديو يمكن أن تعطي مقدمة للمعلم و تساعد الطلاب أن يشعرون أكثر أنهم يشاركون بأنفسهم (Porter , 2004)
     مع استخدام الوسائط المتعددة الطلاب ربما يمتلكون الفرصة ليروا و يسمعوا المتحدثون الذين يبعدون كثيراً ليأتوا لزيارة أماكن بعيدة جداً (Richard et al 2004) على سبيل المثال يستطيع الطلاب رؤية رحلة افتراضية لـ Lauvre في باريس عبر الانترنت
     تطوير المهارات التكنولوجية في استخدام الوسائط المتعددة يمكن أن يكون جيداً لتطوير الطلاب و الأدوات المستخدمة في المقرر الدراسي عبر الانترنت يمكن أن تحل بالكامل محل الفصول الحقيقية و الاتصال المباشر مع المعلم ، و هكذا تصبح هذه العناصر أكثر أهمية
يتضمن استخدام الوسائط المتعددة عبر الانترنت للأغراض التعليمية و جود اعتبارات سلبية ممثلة في
     النفقات المالية اللازمة لإنشاء و صيانة نظم التعلم عن بعد بالوسائط المتعددة و هل تستحق هذه التكلفة ؟ هل يزيد استخدام الوسائط المتعددة من التكاليف . إن الإجابة على هذه التساؤلات ليست واضحة حتى الآن ، فالتكاليف و الفوائد لابد أن تكون موزونة و مراقبة (Ellis &Cohen 2001) ، بعض المصروفات متعلقة بالمعلمين الإضافيين أو الوقت الإضافي اللازم للمعلمين حتى يتقنوا تطبيق التكنولوجيا (Tiene, 2002)
     هل سيحصل المعلمين على الدعم من المؤسسات أم الشركات ؟ ربما يتطلب الأمر المزيد من الخدمات . إن المعلمين و المربيين ربما يحتاجون للعمل مع المبرمجين أو خبراء فنيين بغرض تطوير المقررات الدراسية . يتوقع العديد من الطلاب أن معلومات الوسائط المتعددة التفاعلية ستقدم من خلال مقرر دراسي عبر الانترنت online course (Porter, 2005)  هذا من شأنه وضع ضغط على المعلمين لتوفير المزيد من المواد التعليمية التفاعلية .
     هناك ضغوط إضافية متضمنة في إنشاء مواد الوسائط المتعددة فلابد أن تكون جيدة الوسائط المتعددة و تصميم واجهة التفاعل للوسائط المتعددة لتعمل بفعالية (Tiene, 2002)
     هناك أيضاً مسألة حقوق الطبع و النشر أو الاستخدام العادل للمعايير للأغراض التعليمية (Tiene,2002) . تؤخذ حقوق الطبع و النشر في الاعتبار بشكل مختلف إذا تم نشر المواد التعليمية من خلال الانترنت في مثل هذه الحالات يكون هناك حاجة لتصريح من مالك حقوق الطبع و النشر لهذه المواد التعليمية و صعوبة هذه العملية قد تمنع استخدام بعض المواد .
     وفقاً لـ Tiene هناك اعتبارات تقنية مثل ما إذا كانت التكنولوجيا المتاحة كافية لاستخدام الوسائط المتعددة . هل يمتلك المتعلمون المكونات الإضافية ( الوظائف الإضافية) اللازمة للبرامج ؟ هل ستنقل الإشارات الصوتية بشكل سلس و متزامن مع الفيديو ؟ هل أنظمة الكمبيوتر و تطبيقات الوسائط المتعددة و اتصالات مزود خدمة الانترنت للمشاركين تتوقف عن العمل في أوقات حرجة ؟
الاتجاهات المستقبلية Future Trends
إن التوقعات حول مستقبل استخدام الوسائط المتعددة يتدرج من النجاح التام إلى عدم اليقين (McFarland 1996) . إن نجاح التعلم عن بعد من خلال الانترنت بشكل عام يحدد إمكانية نجاح الوسائط المتعددة كجزء منه.
     لم يتأكد المسئولون بعد إن كان استخدام الوسائط المتعددة سيكون استثماراً فعال من حيث التكلفة ، يصر بعض النقاد أنه وفقاً للبحوث فإنه لم يتبين على نحو كاف أن الوسائط المتعددة تضيف قيمة للخبرة التعليمية (Ellis et al , 2001)
     هناك أيضا مقاومة التغيير بين المربيين (Jalobeanu, 2003) إلا أن هناك نظرة ايجابية ترى أن التعلم عن بعد قادم بشكل سريع (Blake,2003) . إذا كانت نظم التعلم عن بعد عبر الانترنت قادرة على دعم مطالب التكنولوجيا المستمرة حيث متطلبات استخدام الوسائط المتعددة يعتقد البعض أن المستقبل يبدو واعداً (Tiene,200)
     إن التطورات في تكنولوجيا الانترنت أصبحت منتشرة لذلك على المعلمين و المربيين الاستعداد لها و ترتبط الوسائط المتعددة بنمو التعلم عن بعد عبر الانترنت ، سيكون التعليم أكثر يسراً و ملائمة و سوف ينعكس ذلك على بيئات التعلم التي يمكن تكييفها وفقاً لاختيارات المتعلمين.
     من المحتمل أن تقنيات المعلومات ستصبح أكثر تطوراً مع نمو الانترنت و مصادر الوسائط المتعددة التفاعلية المتاحة الآن على مستوى العالم
     تحديثات البرامج التي تزيد من وظائفها تبدو متلاحقة إلى جانب زيادة تطور سرعة عرض الموجهbandwidth . العديد من مؤسسات التعليم العالي يأملون الآن أن يدمجون الوسائط المتعددة الرقمية في مقرراتهم الدراسية عبر الانترنت
     دور المعلمين سوف يختلف لذلك سيحتاجون لتعلم العديد من الأشياء . بما في ذلك طريقة إعادة تصميم المناهج للاستخدام عبر الانترنت
     على المعلمين مواصلة المزيد من أعباء العمل حيث يأتي الطلاب متوقعون الوسائط المتعددة و لذلك على المصممين التعليميين و المعلمين بذل الجهد الإضافي من أجل الاحتفاظ بتعلم مثير من خلال الانترنت Porter,2005
التعلم متعدد الوسائط بوصفه اكتساب للمعلومات (ريتشارد إي ماير ، 2004) [2]
يعني التعلم – بحسب نظرية اكتساب المعلومات- إضافة معلومات إلى ذاكرة الإنسان . إن هذه النظرية تطرح فرضيات حول طبيعة المادة التي يتم تعلمها و نوعية المتعلم و نوعية المعلم و أهداف العروض متعددة الوسائط
أولاً :- يعتمد التعلم على المعلومات و هي مادة موضوعية يمكن نقلها من مكان لآخر (من شاشة الحاسوب إلى عقل الإنسان مثلاً)
ثانياً :- إن مهمة المتعلم هي تلقي المعلومات . أي المتعلم كائن سلبي يتلقى المعلومات من الخارج و يخزنها في الذاكرة
ثالثاً :- إن مهمة المعلم أو في هذه الحالة مهمة مصمم الوسائط المتعددة هي عرض المعلومات . و كما ترون في نظرية التعلم هذه تقع مسئولية العملية التعليمية على المعلم . و بالتالي فإن نظرية التعلم باعتباره اكتساب للمعلومات تقابلها نظرية التعليم باعتباره تقديم للمعلومات .
رابعاً :- هدف العروض متعددة الوسائط هو تقديم المعلومات بكفاءة قدر الإمكان و النظرة المجازية هنا تتلخص في اعتبار الوسائط المتعددة كنظام لتقديم المعلومات و بحسب هذه النظرة فإن الوسائط المتعددة هي أداة لتقديم المعلومات إلى المتعلم بكفاءة .
     يشار أحياناً إلى نظرية اكتساب المعلومات بنظرية " الوعاء الفارغ" حيث يعتبر عقل الإنسان بمثابة حاوية فارغة و على المعلم ملؤها بصب المعلومات فيها كما يشار إليها بنظرية "البث" لأن المعلم يقوم ببث معلومات يتلقاها المتعلم . و أخيراً يشار إليها "بنظرية السلعة" لأن المعلومات تعتبر سلعة يمكن نقلها من مكان لآخر .
ما هي مآخذ نظرية اكتساب المعلومات ؟ إذا كان هدفك هو مساعدة الناس على تعلم نتف من المعلومات المنفصلة عن بعضها البعض فأنا اعتقد أنه ليس ثمة عيب في نظرية اكتساب المعلومات . أما إذا كان هدفك هو المساعدة على فهم المادة المعروضة فإن نظرية اكتساب المعلومات ليست ذات فائدة تذكر . بل الأدهى من ذلك أنها تتعارض مع أساس البحث الذي يدور حول كيفية تعلم الناس للمواد المعقدة (Branford, Brown, Cocking, 1999,Lambert a mc combs, 1998 ) عندما يحاول الناس فهم المادة المعروضة – مثل درس حول طريقة عمل مكابح السيارة – فإنهم ليسوا مسجلات تقوم بتخزين كل كلمة بدقة بل أنهم على الأرجح يركزون على معنى المادة المعروضة و يفهمونها في ضوء معارفهم السابقة .
التعلم متعدد الوسائط بوصفه بناء للمعرفة (ريتشارد إي ماير ، 2004) [3]
في المقابل و بحسب نظرية بناء المعرفة فإن التعلم بالوسائط المتعددة هو فعالية عاقلة يسعى فيها المتعلم إلى بناء تمثيل ذهني مترابط منطقياً من المادة المعروضة و بخلاف المعلومات التي هي سلعة موضوعية يمكن نقلها من عقل إلى آخر فإن المعرفة هي بناء شخصي لدى المتعلم و لا يمكن نقله كاملاً من عقل إلى آخر . و هذا هو سبب حصول اثنين من المتعلمين على نتيجة تعلم مختلفة على الرغم من تلقيهما نفس الرسالة متعددة الوسائط
ثانياً / مهمة المتعلم – بموجب نظرية بناء المعرفة – هي فهم المادة المقدمة إليه ، و هكذا فالمتعلم هو شخص عاقل فعال يتلقى عرضاً بالوسائط المتعددة و يحاول تنسيق المادة المعروضة عليه في تمثيل ذهني مترابط منطقياً .
ثالثاً / إن مهمة المعلم هي مساعدة المتعلم في عملية الفهم هذه و هكذا فالمعلم هو مرشد معرفي يقدم الإرشاد اللازم للعملية المعرفية لدى المتعلم . توفير إرشاد معرفي ، العمل كوسيلة اتصال مفيدة ، تقديم المعلومات ، العمل كوسيلة نقل هدف الوسائط المتعددة 
ثلاثة أنواع من نتائج التعلم بالوسائط المتعددة
هناك نوعان رئيسيان لأهداف التعلم : التذكر و الفهم . فالتذكر هو القدرة على استرجاع المادة المعروضة و التعرف إليها و يقيم بواسطة اختبارات الحفظ. إن أكثر اختبارات الحفظ شيوعاً هي التذكر ، حيث يطلب من المتعلمين استرجاع ما عرض عليهم (مثل كتابة ما يستطيعون تذكره من درس قرءوه ) و التعرف حيث يطلب من المتعلمين انتقاء ما تعرضه عليهم (مثل السؤال متعدد الخيارات) أو تحديد ما إذا كانت معلومة معينة عرضت عليهم أم لا ( مثل سؤال صح و خطأ) و بالتالي فإن أساس اختبارات الحفظ يعتمد على كمية التعلم أي كمية المعلومات التي يمكن تذكرها
     يحصل الفهم عندما ينشئ المتعلم تمثيلاً ذهنياً مترابطاً من المادة المعروضة عليه ، و هذا ينعكس في قدرته على استخدام المادة المعروضة في أوضاع جديدة غير مسبوقة و تُقيم باختبارات التطبيق. يطلب من المتعلمين في اختبارات التطبيق حل مشكلات لم ترد بالتحديد في المادة المعروضة – أي أن عليهم أن يطبقوا ما تعلموه على حالة جديدة. و مثال على ذلك سؤال اختباري يطلب من المتعلمين إيجاد حلول لمشكلة ما ، و هذا يتطلب منهم الرجوع إلى ما هو أكثر من المادة المعروضة تعني اختبارات التطبيق – بشكل رئيس – بنوعية التعلم إلى أي مدى يستخدم المتعلم المادة التي تعلمها .
     انظر السيناريو التالي : تقوم أليس بتشغيل الحاسوب و تختار موسوعة متعددة الوسائط و تنقر بند مكابح تظهر على الشاشة رسالة تتألف من نص يشرح خطوات عمل نظام مكابح السيارة مبتدئاً بالضغط بالقدم على دواسة المكبح و انتهاء بتوقف السيارة، تقرأ أليس النص بشكل عرض تنظر إلى كل كلمة و لكنها بالكاد تركز على المادة و إذا طلبت منها أن تشرح طريقة عمل نظام مكابح السيارة يأتي شرحها ناقصاً و لا تتذكر تقريباً أياً من الخطوات الثمانية التي عرضت على الشاشة و إذا طلبت منها حل بعض المسائل كتطبيق على المادة المعروضة مثل التفكير في أسباب احتمال تعطل المكابح فإن جوابها يكون قاصراً أيضاً و لا يتضمن أية حلول خلاقة (مثل أن تقول بأن المكبس قد يكون عالقاً أو أن أنبوب المكبح قد يكون مثقوباً ) و هذا نموذج لحصيلة تعلم مألوفة جداً و هي " لا تعلم " 
     إذ في حالة اللا تعلم يكون أداء المتعلم قاصراً عند إجراء اختبار الحفظ و التطبيق . و النتيجة أن أليس تفتقر إلى المعرفة بنظام المكابح .
     و الآن انظر إلى بريندا ، أنها تقرأ نفس المقطع حول المكابح الذي قرأته ألبس و لكنها تجتهد في تعلم المادة المعروضة و عندما أطلب منها كتابة شرح لطريقة عمل نظام مكابح السيارة فإنها تقوم بذلك بشكل جيد و تتذكر كثيراً من النقاط الثمانية التي تضمنها المقطع و لكن عندما أطلب منها حل بعض المسائل يكون جوابها قاصراً مثل أليس ، و هذا مثال لنوع آخر معروف من نتائج التعلم و هو "التعلم الصم" إن النموذج الذي يميز التعلم الصم هو الحفظ الجيد و التطبيق السيئ – اكتسبت بريندا في هذه الحالة- ما يمكن تسميته بـ " معرفة مجزأة " أو " معرفة غير فعالة " و هي معرفة يمكن تذكرها ، إنما لا يمكن استخدامها في أوضاع جديدة و باختصار فقد اكتسبت بريندا مجموعة من أشباه الحقائق أي نتفاً منعزلة من المعلومات .
     و أخيراً انظر لحالة متعلمة أخرى و هي " كاتي " تنقر كاتي على مكابح فتتلقى عرضاً بالوسائط المتعددة يتألف من نفس النص الذي قرأته كل من أليس و بريندا و ترى كذلك صوراً متحركة محوسبه تمثل خطوات عمل نظام مكابح السيارة ، فإنها بخلاف بريندا تجيب بشكل جيد و تقدم عدة حلول خلاقة . إن أداء كاتي تمثل نوع ثالثاً من نتائج التعلم و هو " التعلم المجدي" الذي يتميز بالحفظ الجيد و التطبيق الجيد و يفترض أن معرفة كاتي منسقة في تمثيل متكامل (تكامل الكلمات و الصور في تصميم الوسائط المتعددة تعزز التعلم المجدي ) ... ركزت ريتشارد أي ماير في دراستها على خصائص تصميم الوسائط المتعددة التي تدعم التعلم المجدي و بالأخص التكامل بين الكلمات و الصور و ذكرت أن أفضل طريقة لتعزيز التعلم المجدي هو التعلم الفعال .
المصدر:
1.   علي جودة محمد عبد الوهاب : تكنولوجيا التعليم والتعلم ، بنها ، مركز الشرق الأوسط للخدمات التعليمية ، 2010
2.   وليد سالم محمد الحلفاوي : مستحدثات تكنولوجيا التعليم في عصر المعلوماتية ، الطبعة الأولى  ، الأردن،  عمّان ،دار الفكر ، 2006
3.   فهيم مصطفى : مدرسة المستقبل ومجالات التعليم عن بعد ، الطبعة الأولى ، القاهرة ، دار الفكر العربي  ، 2005
4.   رتشارد أي ماير : التعلم بالوسائط المتعددة ، تعريب ليلى النابلسي ، الطبعة العربية الأولى ، المملكة العربية السعودية ، الرياض ، مكتبة العبيكات ، 2004 ص 37-38
5.    Susan Genden: The use of multimedia in online distance learning , Wayne state university , April 2005, p.p 3-10


[1] Susan Genden: The use of multimedia in online distance learning , Wayne state university , April 2005, p.p 3-10
[2]   رتشارد إي ماير : التعلم بالوسائط المتعددة ، تعريب ليلى النابلسي ، الطبعة العربية الأولى ، المملكة العربية السعودية ، الرياض ، مكتبة العبيكات ، 2004 ص 37-38
[3]   رتشارد إي ماير : التعلم بالوسائط المتعددة ، تعريب ليلى النابلسي ، الطبعة العربية الأولى ، المملكة العربية السعودية ، الرياض ، مكتبة العبيكات ، 2004 ص 39-45

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق