الثلاثاء، 8 يناير 2013



أدوات التعليم عبر الشبكات
في الواقع لا يكفي أن يتعرض المتعلم إلى صفحات على الشبكة بأسلوب خطى لا تختلف عن الصفحات المطبوعة ، بل إنه يحتاج إلى طرق وأساليب لعرض المحتوى التعليمي  وتقديمه وإتاحة الفرصة للمتعلم للتفاعل مع المحتوى والتجول بين صفحاته والروابط الخاصة بها ، بواسطة الوصلات بالتصميم الخاص الذي يسمح للمتعلم بالحرية الكاملة في التعلم والتحكم في بعض عملياته .
     ويحتاج بجانب ذلك إلى التفاعل مع المعلم والأقران في طرق التعليم المختلفة ، أو طلب المساعدة الإرشاد والتوجيه ، أو طرح الأسئلة التي يحتاج إلى إجابة عليها ، وذلك من خلال أدوات أخرى للتفاعل والاتصال بالغير بدء من المؤسسة التعليمية إلى القوائم المتخصصة في المعارف أو المعلومات أو المهارات أو الخدمات الأخرى التي يحتاج إليها المتعلم في عملية التعلم ، وكذلك مصادر التعليم والتعلم المتاحة على شبكة الإنترنت .
أهمية أدوات التعليم عبر الشبكات :
     تعتبر هذه الأدوات ضرورة لنقل خصائص الاتصال المواجهي التي تتوفر في الفصل الدراسي التقليدي مع تطوير طرق التدريس حتى تتسم بالتفاعلية والمرونة ، ونقل هذه الخصائص إلى التعليم من بعد القائم على الشبكات ، ولذلك نجد أن تحديد هذه الأدوات يتصدر مرحلة التخطيط لتقديم المقررات التعليمية عبر الشبكات ، وتحتل المساحة الأكبر في تصميم المواقع والبرامج التعليمية التي تعرض هذه المقررات ومحتواها على الإنترنت ، وبصفة خاصة الشبكة العنكبوتية  على الانترنت .
      ولذلك  يطلق عليها أدوات التعليم والتعلم  على الشبكة العنكبوتية ،  التي تعتبر ضرورة لتحقيق أهداف التفاعل والاتصال في عملية التعلم ، وتعتبر هذه الأدوات بالتالي من المكونات الأساسية لنظم بناء المقررات التعليمية على الشبكة ، حتى يتحقق في هذه النظم خصائص  التعليم من بعد وأهدافه ، وخصائص التعليم الفردي ، وخصائص التعليم في الفصل الافتراضي الذي يلبي حاجات النظامين معا خارج الفصل التقليدي .
     وهذه الأدوات هي التي تنقل المتعلم إلى الواقع الافتراضي بنفس خصائص الواقع الحقيقي باستثناء وحدة المكان في جميع الحالات ، ووحدة الزمان في حالات أخرى ، ومن خلال هذه الأدوات ينشأ ما يسمى بالمجتمعات الافتراضية التي تجمع أفراد لهم خصائص وميول وأهداف واحدة تقريباً في اتصال وتفاعل دائم دون أن يجمعهم مكان محدد المعالم يمكن وصفه وتحديده ، سوى أنه مكان افتراضي ، هو الموقع الالكتروني الذي يجمع بينهم ، ويصل بينهم أيضاَ من خلال أدوات الاتصال والتفاعل ، والتي يمكن استخدامها في نفس الوقت باعتبارها أدوات للتعليم والتعلم
     وتوفر هذه الأدوات الاتصال والتفاعل بين المتعلم والمعلم في الاتصال الشخصي ومع الغير في الاتصال الجمعي بتوجيهات من المعلم ، أو طلب المساعدة من الأقران أو الآخرين  ، قبل الاتصال بالمعلم .
     وتوفير الاتصال والتفاعل هو ج وهر عملية التعليم من بعد باستخدام الشبكات ، ولذلك فإن هذه الأدوات كما يطلق عليها أدوات الاتصال ، فإنها أدوات للتفاعل ، وأدوات للتعليم والتعلم من بعد .
     فالاتصال بالمعلم أو الآخرين هو عملية تفاعل معهم في نفس الوقت لتحقيق أهداف التعليم والتعلم ، والتفاعل مع المحتوى يتم أيضاً من خلال هذه الأدوات المتاحة باعتبارها جزءاً أساسيا من هيكل نظام التعليم الإلكتروني عبر الشبكات .
خصائص أدوات التعليم عبر الشبكات وتصنيفها :
     واهم ما يميز هذه الأدوات أنها صفحات على الشبكة ، قد تكون ضمن بناء المواقع التعليمية ، أو في مواقع أخرى متصلة بالمواقع التعليمية ، يتفاعل عليها أطراف عمليات التعليم والتعلم من بعد بواسطة الرموز الاتصالية المختلفة في وقت و احد ( متزامن ) أو في أوقات مختلفة ( غير متزامنة ) لتحقيق أهداف التعليم والتعلم .
     ويمكن مفهوم الأداة في هذا التعريف ، مفهوم الوسيلة أو القناة في الاتصال بأنواعه ، التي تنقل الرسائل الاتصالية بين أطراف عملية الاتصال لتحقيق الأهداف .
ويتوفر في هذه الأدوات الخصائص التالية :
1- مهما اختلف المسمى فإن الوظيفة الأساسية لهذه الأدوات هو تحقيق التفاعل الإنساني لتعويض غياب الاتصال المواجهي داخل الفصل الدراسي التقليدي .
2- يتم تصميم هذه الأدوات بحث توفر المرونة في الاتصال والتفاعل والتعليم والتعلم بالتالي .
3- مهما تعددت فإنها في معظم الحالات تعتبر بديلاً عن بعضها في تحقيق وظائف الاتصال والتفاعل والتعليم والتعلم ، بقدر الحاجة إليها  ومستوى بناء النظم الفرعية للتعليم عبر الشبكات .
4-يتوقف الاعتماد على بعضها من جانب المؤسسة أو المعلم على حدود أهداف توظيفها ، وذلك بالإجابة على السؤال لماذا يتم توظيف أداة معينة دون الأخرى … ؟
5-وفي نفس الوقت يتوقف استخدام هذه الأدوات من جانب المتعلم على حاجته من هذا الاستخدام مثل الحاجة إلى طلب المساعدة من المعلم أو المؤسسة فقط ، أو الحاجة إلى الاتصال والتفاعل مع الأقران ، أو المشاهدة والملاحظة للمقررات التعليمية دون الحاجة إلى المساعدة من أطراف أخرى .
وبجانب تأثيرات أهداف التوظيف ، وحاجات الاستخدام ، فإن هناك تأثيرات أخرى تفرضها العوامل التاليــــــة :
·        خصائص المتعلمين ، ومهاراتهم في استخدام الكمبيوتر والشبكات .
·        خصائص المحتوى ، وتصميم العرض والتقديم على المواقع التعليمية .
·        خصائص البيئة الإلكترونية ، وبصفة خاصة مستوى البنية الأساسية والتجهيزات التقنية            للتعليم من بعد باستخدام الشبكات .
عمليات التعليم والتعلم وتعددها مثل : الاكتفاء بعرض وتقديم المقررات على المواقع التعليمية فقط ، والأنشطة التعليمية وتعددها ، وكذلك طرق التعليم والتدريس المتاحة على الشبكة ، بالإضافة إلى توصيات المعلم بالاتصال بالغير والأقران ، بجانب الاختبارات وطرق التقييم الإلكتروني المتاحة على المواقع التعليمية ، أو المواقع التي يتم تصميمها خصيصاً لهذا الغرض … وغيرها من عمليات التعليم والتعلم التي يستهدفها نظام التعليم عبر الشبكات .
· تعدد مصادر التعليم والتعلم المتاحة على شبكة الإنترنت ، ومستويات الحاجة إليها أو بعضها .
 والخصائص  السابقة تمثل إطارً لتصنيف هذه الأدوات يلبي الحاجات المتعددة من الاتصال والتفاعل والتعلم كما يلي :
تصنيف أدوات التعليم الإلكتروني عبر الشبكات
توقيت استخدام الأداة بين أطراف عملية التعليم والتعلم :
1-أدوات التعليم المتزامن مثل :
أ-المحادثة أو الحوار الشخصي بين فردين ، وتسمى المحادثة في الوقت الحقيقي أو المتزامنة المحادثة على شبكة الإنترنت .
ب-المؤتمرات بأنواعها ، التي تهدف إلى توفير الاتصال والتفاعل المتزامن بين المتعلم والأقران أو بين المتعلمين وبعضهم البعض ، ومنها :
     -المؤتمرات السمعية المزودة بالصور والرسوم .
-مجموعات النقاش .
-مؤتمرات الفيديو ، أو مؤتمرات الفيديو الخاصة بالنظام .
-المؤتمرات متعددة الأشخاص في المجال الواحد .
-المؤتمرات متعددة الوسائل أو العروض في الموضوع الواحد .
2-أدوات التعليم غير المتزامن :
1-البريد الالكتروني .
2-نقل الملفات .
3-لوحة النشرات .
4-صفحات الويب الساكنة .
5-صفحات الشبكة العنكبوتية ( الويب ) التفاعلية .
6-قوائم الخدمة ( الإفادة أو المساعدة ) .
من حيث مستوى التفاعل  :
تمثل واجهة تفاعل المتعلم البوابة الأولية للدخول إلى نظام التعليم الإلكتروني عبر الشبكات ، التي ينتقي منها المتعلم ما يساعده على الاتصال أو التفاعل مع أطراف العملية ، أو التجول بين صفحات المقررات ، وذلك فإنها تضم كل الأدوات الخاصة بنظام التعليم الشبكي ، أو نظام تقديم المقررات ، وهي الأدوات السابق عرضها للاتصال والتفاعل ، بجانب أدوات التفاعل مع محتوى المقررات ، والوصول إلى مصادر التعليم والتعلم  ، و لا يختلف في ذلك سواء كانت واجهة التفاعل رسومية أو نصية ، بينما يجب أن تكون رموزها دالة للوصول إلى الأداة أو المقررات التي يستهدفها المتعلم أو التجول فيها .
ولذلك فإن هذه الأداة هي المدخل الرئيسي لاستخدام وتوظيف كافة الأدوار الأخرى في عملية التعليم والتعلم الإلكتروني عبر الشبكات .
وبجانب واجهة تفاعل المستخدم التي قد يتيح تصميمها استخدام المعلم لها أيضاً ، في حالة عدم وجود واجهة تفاعل خاصة به ، بجانب ذلك هناك واجهة التفاعل العامة أو بوابة التفاعل العامة كما يشار إليها وهي عبارة عن برنامج يوضع على الخادم الخاص بشبكة الويب لاستخدام وتوظيف الإمكانيات والأشكال المتاحة للاتصال والتفاعل والتعلم على هذه الشبكة .
وذلك بالإضافة إلى الأدوات الخاصة بالمتعلم التي تيسر وتضبط عملية التعلم ، وتفيده في التفاعل من بعد مع المقررات ، والمعلم ، والمؤسسة ، وهي أدوات خاصة يتعرف المتعلم من خلالها على كل ما يتعلق بالمقرر ، والأداء ، والتقويم ، وتعتبر مضافة إلى الأدوات سابقة الذكر ، وإن كان يختلف وجودها باختلاف الحاجة إليها ، مثل جداول المقررات وموقع المحتوى وأسلوب تقديمه  وغيرها مما سيأتي ذكرها بعد .
ومن الطبيعي أن تتميز أدوات الاتصال والتفاعل المتزامنة بمستوى اكبر من التفاعلية ، بينما تتميز الأخرى بالتفاعل الأجل وإن كانت المجموعتان تحققان نفس الوظائف والوظائف .
من حيث  الوظيفة الأساسية :
قدمنا أن كل هذه الأدوات يمكن أن يتم توظيفها أو استخدامها بديلاً عن الأخرى بقدر الحاجة إليها ، بجانب إمكان استخدامها أو توظيفها في إطار متكامل ، ولكن بعضها يختص بالتعليم والتعلم بالدرجة الأولى ، والبعض الأخر يختص بالاتصال والتفاعل أيضا .
1- أدوات نظم عرض المقررات ( التعليم والتعلم ) :
بالإضافة إلى أدوات الاتصال والتفاعل مع الغير التي تعتبر ضرورة في تيسير عملية التعليم والتعلم فإن هناك أدوات أخرى تعتبر جزءاً من نظام عرض المقررات وامتداداته مثل :
2-جدول المقرر ويعتبر أداة التفاعل مع المقرر وارتباطاته مثل الأهداف ، ووصف المقرر ومحتواه ووحداته ومواقع الصفحات ….. وغيرها مما يصف المقررات ومواقعها ومساحاتها وطرق تقديمها وأساليبه .
3-مواقع البحث ،  مصادر التعليم والتعلم المتاحة على الشبكة مثل المكتبات ومحركات البحث الجاهزة التي يمكن أن يستفيد بها المتعلم لاستكمال المعارف الخاصة بالمقررات ومحتواها .
4-الأنشطة والمهام التعليمية التي يكلف المتعلم بها ويتطلب إنجازها في سياق تعلم المقرر ومحتواه .
5-صفحات الاختبارات والتقويم بأنواعها .
6-صفحات نتائج المتعلمين في الاختبارات .
7-ملف المتعلم والذي يضم كل ما يتعلق بالمتعلم وإنجازه وأنشطته وتقويم لأداء .
8-صفحات المقررات ومحتواها ، وتشمل الصفحات الساكنة التي تضم المحتوى فقط وأدلة التجول بين صفحاته ووسائل تقديمه سواء كان بالنص فقط أو الوسائل المتعددة وارتباطها ، أو الصفحات التفاعلية التي تضم بجانب المحتوى ووسائل تقديمه الأدوات سابقة الذكر التي تثري عملية التعلم وتزيد من مستوى التفاعلية مع عناصر المحتوى وارتباطاته ، ونظام المقررات المتاحة على الشبكة .
ويتأثر وجود هذه الأدوات وغيابها أو تكاملها مع بعضها بطرق التدريس والتعليم ، فنرى أنه في مجال التعلم من خلال صفحات الويب تعتبر هذه الأدوات بجانب أدوات الاتصال والتفاعل ضرورة ، بينما قد يختلف استخدامها في التدريس الخصوصي المتدفق عبر الشبكات حيث يكتفي بعرض المقررات ومحتواها من خلال صورة المعلم وصوته بواسطة الفيديو على المواقع التعليمية ، بينما يحتاج التدريس الفائق عبر الشبكات أدوت للتفاعل مع المدرس الذي تنقل صوته وصوته بالفيديو أيضاً ، والتفاعل مع الارتباطات الأخرى  للمحتوى الذي يقدمه المدرس عبر المواقع التعليمية ، مثل التجول في مواقع محركات البحث ، أو مصادر التعليم والتعلم والمكتبات الإلكترونية بأنواعها ، أو طلب المساعدة ، أو التكليفات والمهام والأنشطــــــــة  وغيرها من الأدوات التي تثرى طرق التدريس الخصوصي عبر الشبكات.
وبجانب الأدوات الخاصة بالتعليم والتعلم المشار إليها سابقاً ، قد يتطلب النظام أدوات خاصة بالمتعلم لضبط عملية التعلم مثل التقويم الزمني والمفكرة والمذاكرات ونوتة الملاحظات التي تتيح للمعلم الإطلاع عليها ومناقشة المتعلم فيما سجله فيها ، أو ما يسجله المعلم عليها من ملاحظات أو توجيهات أو مساعدات يرد بها  المعلم على المتعلم ، أو يرغب في توصيلها إلى المتعلم ، أو نشرها على المتعلمين فتكون من أدوات المعلم أيضاً في التعليم .
وغالباً ما تظهر هذه الأدوات وطرق استخدامها أو توظيفها في واجهة تفاعل المستخدم الخاصة بنظام بناء المقررات على الشبكة ، والتي قد تختلف عن واجهة تفاعل المستخدم الخاصة بنظام التعليم والتعلم عبر الشبكات التي قد تضم الأولى  ، أيضاً ومفرداتها بجانب التعريف بالنظام وأهدافه والمقررات التي يقدمها وشروط القيد والتسجيل وطرق التعليم أو التدريس والاختبارات والتقويم، بجانب الروابط الخاصة بالمواقع التعليمية الخاصة بكل مقرر أو مجموعة من المقررات في تخصص معين .
وقد يكتفي نظام التعليم الالكتروني عبر الشبكات بأدوات بناء المقررات  فقط ، ويقدم المعلومات الأخرى في أدلة مطبوعة توزع على الدارسين بواسطة مركز التعليم الشبكي أثناء القيد والتسجيل موضحاً بها كافة المعلومات والتعليمات والمساعدات والإرشادات التي قد يحتاجها المتعلم أثناء الدراسة من بعد .
ومن جانب آخر قد نجد بعض النظم تقدم المقررات على الشبكة ، وتقدم باقي العمليات التعليمية مثل مراجعة الأنشطة والمساعدات والاختبارات في المركز الرئيسي ، وتنظم اللقاءات المباشرة مع المعلمين والمسئولين في أوقات معينة ،  مما يعني عدم الحاجة إلى بعض من الأدوات المذكورة ، بجانب عدم الحاجة أيضاً إلى بعض من أدوات الاتصال والتفاعل المتزامنة .
المراجع:
1)   سالم، أحمد (1424هـ). تكنولوجيا التعليم والتعليم الإلكتروني. مكتبة الرشد: الرياض.
2)   عبد الحميد، محمد (1426هـ). منظومة التعليم عبر الشبكات. عالم الكتب: القاهرة.
3)   الموسى، عبد الله ، والمبارك، أحمد (1425هـ). التعليم الإلكتروني: الأسس والتطبيقات. الرياض.
4)   مندورة، محمد محمود (1425هـ). التعليم الإلكتروني من التخطيط إلى التطبيق. ورقة عمل مقدمة للقاء الدوري الثاني لأعضاء المجلس التنفيذي المنعقد بدبي في دولة الإمارات العربية المتحدة بتاريخ 27 ربيع الأول الموافق 26 مايو 2004م. مكتب التربية العربي.
5)   فريحات، عصام (1425هـ). التعليم الإلكتروني. مجلة التدريب والتقنية. 1425هـ. صفر.
6)   موقع شركة جيسك www.gesc.ca
مأخوذ من موضوع:
نظم إدارة التعليم الإلكتروني عبر الشبكات

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق